ق نواز من الكنيسة الخمسينية بباكستان الاحد صباحا 5 اغسطس 2018
أغسطس 10, 2018النير هو الخشبة التى توضع على عنق الحيوان لتجبره على السير في طريق معين لآداء عمل شاق إجبارى وقد وصف الكتاب المقدس مصر بالكبرياء وقال : بأن الرب سوف يكسر أنيار مصر (حزقيال 18:30) ، ونحن نبحث في كلمة الله عن الأنواع المختلفة من الأنيار التى يريد الرب أن يكسرها : النير الأول والأشهر على الاطلاق هو نير العبودية القاسية وقد كان شعب الله في القديم مستعبد في المذلة والعبودية في أرض مصر (خروج5:6،6) لمدة 430 سنة ويسميها الكتاب المقدس أثقال المصريين وعبوديتهم وهذه العبودية مرتبطة بالعمل القاسي تحت المذلة والسياط فقد خلق الله الإنسان ليعمل ويكون نافع ومنتج ولكن عندما تحول هذا العمل إلي لعنة وتحول ناتج عمله إلي شوكاً وحسكاً، فينبغي أن يعمل الإنسان 8 ساعات يومياً بضمير وإجتهاد مع وجود يوم راحة أسبوعياً ليستريح جسدياً ونفسياً وروحياً ويجدد نشاطه ليواصل أسبوع جديد، فلا ينبغي أن يرتبط بأكثر من عمل أو بأكثر من وردية ليحصل على مال أكثر، ولكن من خلال الصلاة وطلب الرب ليكسر اللعنة ويبارك في ساعات عملى ويمنحنى عمل مناسب لا يستنزفنى مع مرتب مناسب يكفينى. النير الثاني هو نير الوثنية وعبادة الأصنام وقد يقول قائل: بأنه لا توجد أصنام أو وثنية في مصر اليوم، ولكن لكى نفهم ما هي الوثنية؟! نصيغ تعريف لها فهى: أية عبادة أومحبة غريبة تقدم لأى شخص أو لأى شىء من دون الله عز وجل. والمنافس التقليدى الشهير لعبادة الله هو محبة المال لأن المال سيد قاسي وما أكثر عباد المال في بلادنا بل وفي العالم أجمع، وقد أنتشر مؤخراً الإلحاد في بلادنا وإنتشرت خطايا تغيظ الله مثل الشذوذ والخيانة الزوجية والعلاقات خارج نطاق الزواج والتحرش، مع وجود أشياء أخرى كثيرة تبدو طبيعية ولكنها تندرج تحت تصنيف العبادة الوثنية مثل محبة الزوج أو الزوجة أو الأولاد أو الأهل والأصحاب أو حتى النفس أكثر من الرب، وقد جاءت الضربات العشرة على مصر لكي يحطم الله العبادات الوثنية ويتمجد بكل آلهة المصريين وقد بدأت الضربات بنهر النيل « التمساح الكبير الرابض في وسط أنهاره » (حزقيال3:29)،
ثم الضفادع والبعوض والذباب ثم وبأ المواشي والحيوانات ثم الدمامل للناس والبهائم ثم البرد والجراد والظلام وختاماً موت الأبكار، وهي ضربات موجهه لكل آلهة المصريين بداية من النهر ثم الحيوانات المختلفة التى يعبدونها ثم الفرعون وكل سحرته وكهنته وصولاً إلي الشمس (آتون) وموت الأبكار، وهي ضربات شديدة لكسر أنيار مصر وكبرياء عزها. وهذا هو النير الثالث نير الكبرياء وقد سميت مصر « رهب الجلوس » (أشعياء7:30) ومعنى هذا الاسم شراسة ووقاحة وتكبر بدون فعل فقط كلام ووعود كاذبة وقد إتكل الشعب اليهودى على مصر لكى تحميه من أشور ومن بابل رغم تحذيرات الله لهم بأن لا يتكلوا على سواه له المجد وحده ولم يستمعوا للرب وقد قال لهم : « فإن مصر تعين باطلاً وعبثاً » « ليس للمعونة ولا للمنفعة بل للخجل والخزى ». والنير الرابع هو نير الغى والضلال المذكور في (أشعياء19) « مزج الرب في وسطها روح غي فأضلوا مصر في كل عملها كترنح السكران في قيئه » ومعنى روح الغى والضلال هو الفهم الخاطىء والتواصل المكسور والعلاقات المحطمة فكأنه يوجد غشاء من الغى والضلال يحيط بالإنسان فلا يستقبل ولا يرسل بصورة صحيحة بل قد حدث تشوه بالرسالة وهذا يظهر في لغتنا كمصريين فكل أحاديثنا تحتمل أكثر من معنى وحتى نكت المصريين لا يمكن ترجمتها لأنها تحمل في باطنها معنى خفى وسرى لا يفهمه غير المصريين لذلك لا تضحكنا النكت المباشرة البسيطة وكلما كانت النكتة معقدة وملتوية كلما كانت أكثر إضحاكاً وإمتاعاً.
الرب وعد أولاده بأنه سوف يكسر أنيار مصر ووعد أيضاً بميلاد المسيح « لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام » ، « لأن نير ثقله وعصا كتفه وقضيب مسخره كسرتهن » (أش9)، وكما رفع الرب عصاه بيد موسى النبى على مصر لكسر النير سيفعل ذلك مرات ومرات « أن حمله يزول عن كتفك ونيره عن عنقك ويتلف النير بسبب السمانة » (أش27:10)، وهذا ما جاء من أجله المسيح لأرضنا لكي يخلصنا إن طلبناه بصوم لـ « فك عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير » (أش6:58)، « حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك حينئذ تدعو فيجيب الرب، تستغيث فيقول هأنذا، إن نزعت من وسطك النيروالإيماء بالأصبع وكلام الأثم » (أش8:58،9).
وأخيراً عليك أن تدرك أن الرب قد جاء ليتبادل معك الأدوار لكى يحمل هو بنفسه أنيارك عنك في الصليب ويعطيك الإمتياز أن تحمل أنت نيره فقد قال : « تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم، احملوا نيرى عليكم وتعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم، لأن نيرى هين وحملى خفيف » (متى28:11-30). فهل تحمل نير المسيح وتترك له أنيارك لكى يكسرها.
د.ق.ديڤيد عياد فخري
جريدة الطريق والحق عدد ١٠٧ أغسطس ٢٠١٤